إن مفهوم الخيانة الزوجية لا يقتصر على النظرة التقليدية القديمة والتي تحدد الخيانة فقط بالاتصال الجنسي، فالخيانة تشمل كل ما من شأنه أن يوجد علاقة غير شرعية سواء بالكلمات أو المراسلات أو اللقاءات ذات الأهداف المشبوهة والتي يترتب عليها مشاعر جنسية وارتباطات عاطفية حتى وإن لم تصل إلى درجة الاتصال الجسدي.
و إن الثورة التكنولوجية الحديثة وما صاحبها من سهولة وسائل الاتصال سواء عبر الهواتف النقالة أو عبر الإنترنت يمكن النظر إليها واعتبارها إحدى الوسائل والنماذج التي تدخل ضمن الخيانة و قد تكون في إفشاء السر، وقد تكون في المال، وقد تكون في الأولاد، وقد تكون خيانة في الجسد…
والنوع الأول:إفشاء أسرار الزوجية:كما يقال : البيوت أسرار ..ولكل زوج أموره وأسراره الخاصة التي يحب أن يحتفظ بها لنفسه ولا يطلع عليها أحداً آخر ..سواء بما يتعلق بما يجري في البيت من أفعال وسلوكيات ..أو بما يخص عادات خاصة داخل البيت ..أو بما يتعلق بقضايا العمل ..
فالمرأة تنشر عادات زوجها التي ربما تسبب له حرجاً إن اطّلع عليها الآخرون ..أو التي تخبر الآخرين عن أسرار عمل زوجها التي يود إبقاءها بعيدة عن معرفة الناس ..أو التي تخبر الآخرين عن أخطاء زوجها أو ما يجري في البيت من خلافات وما شابه ذلك فإنها بهذا العمل تخون الحياة الزوجية ..
أما تلك التي تفضي لصديقاتها وتخبرهن كيف يأتيها زوجها وطريقة العلاقة الجنسية مع زوجها …وهذه من أقبح العادات .
فعندما تأتي الزوجة وتفشي أسرار البيت وتخبر أحدا بما يجب كتمانه تكون هذه المرأة قد خانت زوجها .
وكذلك الزوج الذي يفشي خصوصيات زوجته بما تكره أن يعلمه أحد هو نوع من الخيانة .
وقد حذر رسول الله صلى الله عليه وسلم من هذه الخيانة بقوله: [إن من شر الناس الرجل يفضي إلى المرأة وتفضي إليه ثم ينشر سرها] فقالت إحدى النساء: يا رسول الله بعضهن تفعل! "أي تفشي سر زوجها لصديقتها"، فقال: [إنما مثلها كمثل رجل واقع امرأته على قارعة الطريق وجعل الناس ينظرون إليهما]، وأقل خيانة في هذا النوع: أن تتحدث المرأة (أو الرجل) عن زوجها في غيبته بسخرية، أو تسبه، أو تسكت عن ذمّه ولا ترد غيبته.
والنوع الثاني:الخيانة المالية:الرجل يكد ويتعب ويعمل من أجل أن يرفع من شان زوجته وأولاده ..ولكن عندما تأتي المرأة وتخرج من مال الزوج وتعطيه لأحد كائناً من كان ما لم يأذن لها أو يكون بينهما تفاهم على هذا الأمر تكون قد خانت زوجها .
ومما يؤسف أن بعض النساء تعتقد أنها إذا جعلت من زوجها مفلساً فإنه لن يتزوج عليها وسيظل في قبضتها ولا يتركها …فتلجأ إلى الإسراف والتبذير وتبديد المال عمداً ..!!
وكذلك الزوج الذي يستغل ثقة زوجته به أو حبها له فيسطو على أموالها الخاصة ..كم يأخذها مصاغها وحليها بحجة أنه متضايق ماليا ..أو يأخذ حقها من ميراثها أو أو ….!!
وقد حذر النبي صلى الله عليه وسلم أيضاً من الخيانة المالية بين الزوجين ، فلا يجوز للمرأة أن تعطي لأهلها من مال زوجها أو تتصدق منه إلا بإذنه، فإذا حرمها النفقة جاز لها أن تأخذ من ماله ما يكفي ضرورتها ولا تزيد فإن فعلت فهي خائنة في مال زوجها، ومثلها الرجل الذي يبعثر المال على نفسه وشهواته.
والنوع الثالث:خيانة في الأولاد: ونقصد به إهمال تربيتهم أو السكوت والتستر على أخطائهم، فالمرأة التي تتستر على ولدها الذي يسرق أو يرتكب خطأ ما ولا تخبر والده، خائنة، والمرأة التي تتستر على ابنتها وهي ترتكب تقصيراً أو خطأ ما أو تعلم أن لها علاقة مشبوهة بأحد الرجال وتسكت خائنة.
وكذلك المرأة التي استأمنها الزوج على الأولاد لتربيهم وتراقبهم فتقضي وقتها خلف شاشات التلفزة ..أو على الهاتف …أو تقضي نهارها في الزيارات الخاصة مهملة شأن أولادها والاعتناء بهم وتربيتهم على المثل العليا والقيم السامية فهي تمارس خيانة زوجية .
وكذلك المرأة التي تربي أولادها على الرذائل ..وعلى سوء الخلق ..تكون قد خانت أمانة تربية أولادها .والنوع الرابع:
الخيانة الجسدية:خيانة الجسد درجات أقلها أن تتمنى المرأة غير زوجها، أو بإطالة الحديث مع غير زوجها وتشتهي وقد تكون الخيانة قُبلات أو لقاءات وقد تكون خيانة الزنا كما في الحديث: [كتب على ابن آدم نصيبه من الزنا لا محالة، فالعين تزني وزناها النظر، والأذن تزني وزناها السمع، واليد تزني وزناها البطش، والقلب يشتهي ويتمنى والفرج يصدق هذا أو يكذبه] رواه أصحاب السنن.
والزوج الخائن يسيء إلى زوجته مرتين, مرة بالخيانة ومرة بتعريضها للإصابة بأمراض خطيرة يكون هو سبباً في نقلها إليها, لكن بعض الزوجات يفضلن الصمت عن خيانة أزواجهن ويتظاهرن بعدم العلم بها, حفاظاً على كيان الأسرة ورغبة في عدم تشريد الأطفال إن وجدوا.
وكذلك خيانة الزوجة لزوجها ..فهي تخون عقد الزواج الذي بينها وبين زوجها ..وتخون سمعتها وسمعة زوجها وتعرضهما للانتهاك ..وكذلك سمعة أهلها وأولادها ..
النوع الخامس :الخيانة الذهنية :وتكون بأن يقوم أحد الزوجين بالتمني والتخيل والتفكير بمن يرغب ويشتهي ..ويزداد الأمر خطورة إذا كان ذلك عندما يتخيل الزوج أن امرأة ما.. هي التي تنام معه ،أو تتخيل الزوجة كذلك ..
وإن هذا التفكير والتخيل إذا تمكن من خيال الإنسان ووجدانه قد يتحول في المستقبل إلى سلوك خيانة .
ومثل هذه التصورات تحدث بسبب إطلاق النظر في وجوه النساء وتقليب صفحات وجوههن ..أو بسبب ما تتحدث به بعض النساء أمام زوجها عن جمال وفتنة فلانة من النساء …أو بسبب خلل نفسي يقبع في نفس الرجل و في نفس المرأة التي لا يروق لها الجماع إلا إذا عاشت ضمن خيال محموم بالأخيلة الفاسدة من معاشرة الغير أو معاشرة الزوج لامرأة أخرى …!!
وهذه الأحوال النفسية المريضة ..من أهم أسبابها غفلة المرأة أو الرجل عن ذكر الله عز وجل …وبسبب المشاهد الماجنة التي تستقيئها وتبثها وسائل الإعلام ..حتى باتت المرأة والرجل كل منهما يظن انه أمام حالة نموذجية في العلاقة مع الآخر عندما يمارس الشذوذ الذي يملأ خياله صباح مساء ….!!النوع السادس :
الخيانة العاطفية : وفي هذه الحالة قد لا تمكّن المرأة شخصاً من نفسها أي لا تمنحه جسدها ولكنها تمنحه عواطفها وكلامها الرقيق وكلمات الحب والغرام ..فتشكو له آلامها وتشرح له آمالها ..وقد تمارس معه الخيانة الجنسية بشكل لفظي على الهاتف أو بلقاء أو باجتماع دون أن يكون بينهما لقاء جسدي .
وربما تقول المرأة : أن القلب لا تملكه وتتحكم به وتوجهه في حب وعشق من تشاء ..!
نقول : نعم ..ولكن إن السلوك هو المهم ..وبالدرجة الثانية تستطيع أن تسلط الضوء على عواطفها فتعلم أنها بذلك تخون زوجها ..وتتبين قبح هذا العمل العاطفي ..وبذلك تساعد قلبها على الانضباط وعدم توجهه لغير زوجها .
أما المرأة التي تحب العالم الفلاني ..أو الداعية الفلاني ..فإن هذا غير داخل في دائرة الخيانة ..لأنها لا تحبه بشكل نفساني ..وبقصد يتعارض مع علاقتها بزوجها ..إنما تحب دعوته وعلمه ..وهذا يحدث كثيراً ولا بأس به .
النوع السابع :الخيانة عبر الانترنيت:وهذا نوع جديد من أنواع الخيانة الزوجية ..عندما تتعرف الزوجة على رجل وتغازله ويغازلها عبر الشات أو الماسنجر ..أو يفعل الزوج كذلك نوع من التسلية وتقطيع الوقت في اللهو بالأعراض والمحرمات ..
صحيفة(( الكوزموبوليتان )) الأمريكية طرحت هذا الموضوع على القراء لمعرفة آرائهم عبر استبيان :
فعبر بعض الآراء: إن الجنس عبر الإنترنت يعتبر خيانة لأنه يعتبر انتهاكا لقدسية العلاقة الزوجية وبهذه الطريقة لا تكون العلاقة الزوجية سليمة وصحية لان الزوج يشارك امرأة أخرى غريبة تفاصيل حميمة كان من المفترض أن تكون مع الزوجة .